الأحد، 7 ديسمبر 2014

نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا (النمذجة)




نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا (النمذجة)


هي عملية تغيير السلوك نتيجة ملاحظة سلوك الاخرين (أي مشاهدة لنموذج معين ) وهذه العملية اساسية في معظم مراحل التعلم الانساني لاننا نتعلم معظم الاستجابة من ملاحظة الاخرين وتقليدهم وكثيرا ما تكون عملية التعلم بالتقليد او النمذجة عملية عفوية لا حاجة لتصميم برامج خاصة لحدوثها بالنسبة للطفل الطبيعي ولكن بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة يجب ان توضع في الاعتبار تصميم برامج لها ومن الامثلة على ذلك تعلم الطفل الذي يستأذن الدخول الى الفصل تعلم الطفل غسل اليدين بعد الخروج من الحمام،رمي المهملات في السلة
وهي عملية موجهة تهدف الى تعليم الفرد كيف يسلك وذلك من خلال الايضاح او هي التغيير الذي يحدث في سلوك الفرد نتيجة لملاحظته لسلوك الاخرين
وغالبا ما يتأثر سلوك الفرد بملاحظة سلوك الاخرين فالانسان يتعلم العديد من الانماط السلوكية مرغبة او غير مرغوبة من خلال ملاحظة الاخرين وتقليدهم او تسمى عملية العلم هذه بمسميات مختلفة منها :التعلم بالملاحظة ،التعلم الاجتماعي ،التقليد، التعليم المتبادل
ويوضح باندورا اهمية النمذجة في كتابه قوانين تعديل السلوك قائلا: ان باستطاعة الفرد اكتساب الانماط السلوكية المعقدة من خلال ملاحظة اداء النماذج المناسبة فالاستجابات الانفعالية يمكن اشراطها بالملاحظة وذلك من خلال مشاهدة ردود الافعال الانفعالية لاشخاص اخرين يمرون بخبرات مؤلمة او غير سارة ويمكن التغلب على الخوف او السلوك التجنبي من خلال مشاهدة نماذج تتعامل مع الشيء الذي يبعث الخوف من دون التعرض لعواقب سلبية ويمكن خفض السلوك من خلال مشاهدة اخرين يعاقبون على تأديته واخيرا يمكن المحافظة على استمرارية اداء الفرد للاستجابات المتعلمة وتنظيمها وضبطها اجتماعيا من خلال الافعال التي تصدر عن النماذج المؤثرة
أنواع النمذجة :
النمذجة المباشرة او الصريحة
حيث توجد قدوة فعلية او شخص يؤدي النموذج السلوكي المطلوب اتقانه او قدوة رمزية من خلال فيلم او مجموعة من الصور المسلسلة بطريقة تكشف عن خطوات اداء السلوك او يقوم النموذج بهذا السلوك في مواقف فعلية او رمزية
النمذجة الضمنية:وفيها يتخيل المتدرب نماذج تقوم بالسلوكات التي يرغب المدرب ان يلقنها للمتدرب
النمذجة بالمشاركة :وفيها يتم عرض السلوك المرغوب بواسطة نموذج كذلك اداء هذا السلوك من جانب المتدرب مع توجيهات تقويمية من جانب المدرب
النمذجة الحية :يقوم بتأدية السلوكيات المستهدفة بوجود الشخص الذي يراد تعليمه تلك السلوكيات وفي هذا النوع من النمذجة لايطلب من الشخص تأدية سلوكيات النموذج وانما مجرد مراقبتها فقط
النمذجة الرمزية او المصورة :يقوم المسترشد بمشاهدة سلوك النموذج فقط من خلال الافلام او القصص او الكتب او وسائل اخرى وهذا النموذج يمكن استخدامه اكثر من مرة في الجلسات الارشادية
النمذجة من خلال المشاركة:يقوم المسترشد من خلال هذا النموذج بمراقبة نموذج حي اولا ثم يقوم بتأدية الاستجابة بمساعدة وتشجيع المرشد واخيرا فانه يؤدي الاستجابة بمفرده
الاستخدامات والتطبيقات العلاجية للنمذجة :
تم استخدام اسلوب النمذجة في علاج العديد من المشكلات السلوكية مثل العدوانية القلق ،تعليم اللغة للصم ،وتكوين مهارات اجتماعية ،السلوك القهري ،العزلة الاجتماعية0الغضب،المخاوف المرضية
وبشكل عام يمكن استخدام اسلوب النمذجة لتحقيق الاهداف التالية
تدريب الفرد على الاستجابات الاجتماعية المناسبة مثل استخدام الاشارات والاتصال البصري الدائم ،التحكم في نبرات الصوت
تدريب الفرد على التعبير الحر عن المشاعر حسب متطلبات الموقف مثل التدريب على التراضي او القدرة على الاستجابة بالغضب او الاعجاب بالود
تدريب الفرد على الدفاع عن حقوقه دون ان يصبح عدوانيا
ويستخدم أسلوب النمذجة في التدريب على المهارات الاستقلالية مثل
*ارتداء الملابس ،تنظيف الاسنان،الضبط الذاتي
*ويلعب النموذج الحي دورا مع كل المعوقين عقليا حيث يحب الطفل عادة التقليد ويجد متعة فيه فعن طريق التقليد يتعلم الطفل فالمعوق عقليا يحتاج الى التقليد اكثر من غيره من الاطفال وعلى المعلم او المعلمة ان تقوم بالسلوك الذي ترغب في تعليمه بشكل واضح وببطء وعدد من المرات حتى يستطيع الطفل تقليده واعادته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق