الأحد، 7 ديسمبر 2014

تفريد التعليم



تفريد التعليم



      مفهوم تفريد التعليم :

هو نظام تعليمي يتم تصميمه بطريقة منهجية تسمح بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين داخل إطار جماعية التعليم، وذلك بغرض أن تصل نسبة كبيرة من المتعلمين 90% أو أكثر إلى مستوى واحد من الإتقان كل حسب معدله الذي يناسب قدراته واستعداداته.
ومن أشهر هذه الطرق التي ظهرت حديثًا استخدام الذكاءات المتعددة في التدريس وإستراتيجية بلوم لإتقان التعليم وفيما يلي لمحة عن هذين الأسلوبين.
التدريس وفق الذكاءات المتعددة :
ترجع هذه النظرية إلى هوارد جاردنر في بداية الثمانينيات حيث رفض في كتابه اعتبار الذكاء قدرة واحدة يمكن أن تقاس باختبار واحد, وقادته بحوثه التجريبية إلى إيجاد أسس متعددة للكشف عن أنماط متعددة من الذكاء، تراوحت بين سبعة أنماط وعشرة، إلى أن انتهى الأمر باعتماد ثمانية ذكاءات، وسميت نظريته بنظرية الذكاءات المتعددة، وقد عرف جاردنر الذكاء بأنه القدرة على حل المشكلات أو إضافة ناتج جيد.
إن كل إنسان قادر على معرفة العالم بثمانية طرق مختلفة سماها جاردنر: الذكاءات الثمانية، وهي: اللغوي والمنطقي والمكاني والبصري والإيقاعي والاجتماعي والذاتي والتأملي والطبيعي. ويختلف الناس في مدى امتلاكهم لكل نوع من الذكاءات: وأنهم يستخدمون هذه الذكاءات في التعلم وفي الأداء.
مسلمات نظرية جاردنر هي:
1- ليس هناك ذكاء واحد ثابت ورثناه.
2- إن اختبارات الذكاء الحالية هي لغوية منطقية وهي لا تغطي جميع الذكاءات الموجودة عند كل فرد.
3- يمتلك كل شخص عددًا من الذكاءات.
4- بالإمكان تنمية ما نمتلكه من ذكاءات فهي ليست ثابتة.
5- يتعلم الأطفال إذا كان التعليم مناسبًا لما يمتلكونه من ذكاءات.
6- يمتلك كل شخص ملفاً من الذكاءات.
7- تتفاوت الذكاءات الثمانية لدى كل شخص.
8- يمكن استغلال الذكاءات القوية لتنمية الذكاءات الضعيفة.



أنواع الذكاءات الثمانية:
 أولاً: الذكاء اللغوي اللفظي: ويظهر هذا الذكاء في قدرة الفرد على التعامل مع الألفاظ والمعاني والكلمات أو في القدرة على استخدام الكلمة, وتبرز بقوة في الطفولة المبكرة، وتستمر مع مراحل النمو المختلفة.
ثانيًا: الذكاء المنطقي الرقمي: ويظهر في قدرة الفرد على استخدام الأرقام أو السلوك المنطقي, ومظهر هذا الذكاء استخدام الرقم, وتزدهر في فترة المراهقة, وتتزايد حتى سن الأربعين.
ثالثًا: الذكاء المكاني البصري: ويظهر في القدرة على ملاحظة العالم الخارجي بدقة, والتعبير الجسمي عن السلوك, وتتطور بسرعة منذ وقت مبكر.
رابعًا: الذكاء الجسمي الحركي: ويظهر في القدرة على ضبط حركة الجسم, ومسك الأشياء بدقة, وتبدأ في الطفولة المبكرة وتستمر في نشاط حتى الأربعين.
خامسًا: الذكاء الإيقاعي: ويظهر هذا الذكاء في الاهتمام باللحن والإيقاع والنغمات, ومظهر هذا الذكاء (النغمة) تتطور بسرعة منذ وقت مبكر.
سادسًا: الذكاء الاجتماعي: ويظهر هذا الذكاء في القدرة على الإحساس بالآخرين، وإقامة علاقات سليمة معهم، وتبرز بقوة في سن الثالثة وتستمر.
سابعًا: الذكاء الذاتي الداخلي: ويظهر هذا الذكاء في القدرة على فهم الإنسان لمشاعره الداخلية, والقدرة على ضبطها والتحكم بها.
ثامنًا: الذكاء البيئي الطبيعي: ويظهر في الاهتمام بالكائنات الحية وغير الحية المحيطة بنا, والقدرة على التعامل مع البيئة باحترام.
   تأثير نظرية الذكاءات المتعددة على التعلم :
وقد لاقت هذه النظرية إقبالًا متزايدًا من المربين والمعلمين والطلبة لما لها من انعكاسات واضحة على طرق التدريس    والتعليم. ومن المهم أن نشير إلى أن الأنظمة التعليمية المختلفة, ومنذ نشأتها كانت تقدم نشاطات تعليمية لفظية لغوية في معظم الأحيان بالإضافة إلى بعض النشاطات المنطقية. وبذلك تفوق الطلبة اللفظيون, فالمناهج الدراسية وطرق التدريس وطرق الامتحان والواجبات المدرسية كلها وسائل وأدوات لغوية لفظية، وهكذا استفاد الطلبة اللفظيون لأنهم تلقوا تعليمًا ملائمًا لذكاءاتهم ولمثيلاتهم المفضلة.
أما الطلبة الحركيون أو الاجتماعيون والإيقاعيون فغالبًا ما كانوا يعزفون عن التعلم, لأن مناهج التعلم وأدواته لا تخاطب ذكاءاتهم. فهم يتعلمون مناهج لفظية وبطرق تدريس لفظية.
فالمطلوب إذا تغيرت طرق التدريس ومناهجه بحيث يتلقون تعليمًا يتلاءم مع ذكاءاتهم.
انعكاسات نظرية الذكاءات على التدريس :
1- تتوافر الذكاءات الثمانية لدى كل شخص.
2- إن لكل نمط أو ذكاء طريقة تدريس خاصة.
3- إن الطلاب المتفوقين حاليًا هم الذين تصادفت مثيلاتهم وأنماطهم الذكائية مع طرق التدريس الحالية.
4- إن الطريقة الملائمة للتدريس هي التي تناسب ذكاء الطالب.
5- تستطيع أن تقدم الدرس الواحد بطرق تدريس واحدة تناسب مختلف الذكاءات.




المراجع:
1- الذيابي (2006م)طلال منصور,انضمام المملكة لمنظمة الجات,اللقاء السنوي الثالث عشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية,الرياض.
2- الطريري عبد الرحمن بن سليمان (1997م) القياس النفسي والتربوي,مكتبة الرشد,الرياض.
3- عبيدات (2005م) ذوقان,الذكاءات المتعددة,محاضرة غير منشورة,مركز النافع للتدريب,الرياض.
4- ابن مانع (1990م) سعيد بن علي,الانكفاء على الذات, مكة المكرمة.
5- كييف وويلبرج,جيمس وهيربرت (1995م) التدريس من أجل تنمية التفكير,مكتب التربية العربي لدول الخليج,الرياض.
6- الريماوي, محمد عودة (1994م) سيكولوجية الفروق الفردية,دار الشروق, بيروت.
7- الفايز, عبير (2006م), استراتيجية الذكاءات المتعددة,محاضرة غير منشورة.الرياض.
8- العولة, غادة(2006م) تفريد تعليم التلميذ, محاضرة غير منشورة.الرياض.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق